سأكون حرة فقط عندما أتمكن من السير في شوارع وطني دون أن تشق حنجرتي الرغبة الملحة في أن تصدح عاليًا منادية بالحرية، مجرمة القمع والقتل الذي يدنس شوارعها.. أن أستيقظ فيه كل صباح على صوت الأطفال راكضين  فرحًا نحو المدارس لا نحو الملاجئ رعبًا والتجائًا بها من قذف القنابل وصوت الرصاص واليتم  جراء الحرب.. سأكون حرة عندما يستطيع كل معيل في ربوع وطني العزيز أن يقف بباب بيته وبين يدي من يعيلهم دون أن يشنقه شعور العجز والذل معلقًا على سقف إقتصاد وطني المهشم.. أن أجد مقعدي بين مقاعد صناع القرار كأحد أفراد مجتمع هذه البلاد.. سأكون حرة عندما لا يجري الماء من تحتي كمواطنة ثم يغرقني طوافنه بفعل الساسة وبائعي الأوطان.. سأجد حريتي عندما يجد القدس صلاح الدين جديدًا يفتح أبوابه بسيفه وتكبيره .. عندما تعود سوريا خضراء واليمن ضاحكا سعيدًا وليبيا منعمة ولبنان آمنا .. عندما لا أتشارك الهواء مع القتلة والمختلسة أيديهم ونفوسهم حق الضعفاء... سأكون حرة عندما تتوقف حملات الإبادة الجماعية في أراضي بلادي..حينما تتحرر رقابنا من العبودية العرقية المسيسة التي وضعت اغلالها حول عقولنا .. حين تشق قدمي كل بقعة في بلادي وفي ارض الله عامة دون حاجة لالاف الاجراءات والرفض المبني على خلفيات مقيتة.. عندما اكون انا..فقط انا دون قيود..قوالب او هوية مزيفة حريتي غير مرهونة بذاتي فقط..حريتي مقترنة بأهلي..أرضي ..مجتمعي وشعبي ..عقائدي التي اعتنق وفكري الذي يدور في أفقي..حرية مكبلة بالكثير من القيود لذلك دائما ما كان تحقيق الحرية أسمى الغايات وأصعبها.. سأكون حرة عندما يأذن الله وأنتصر في حربي لأجلها..